يواجه عشاق التين الشوكي في المغرب نقصا مقلقا في الفاكهة الحلوة والمنعشة المفضلة لديهم و سبب هذا الوضع المقلق هو حشرة البق الدقيقي، آفة حشرية تهاجم نبات الصبار الذي ينتج هذه الفاكهة اللذيذة و النتيجة واضحة: إنخفاض حاد في الإنتاج و إرتفاع في الأسعار.
يغطي الصبار حوالي 150000 هكتار خاصة في جبال الريف وسط البلاد و الهضاب والسهول الأطلسية و يلعب الصبار دورا حاسما في الغذاء و إنتاج الأعلاف و الحفاظ على التربة ضد التآكل و دخل المزارعين فضلا عن المواد الخام لصناعة مستحضرات التجميل.
لسوء الحظ منذ عام 2020 تعرض الصبار لتهديد خطير من قبل البق الدقيقي و هو طفيلي يتغذى على النسغ و يتسبب في موته، قال الدكتور رشيد بوهارود الباحث والخبير في علم الحشرات والإدارة المتكاملة للآفات لـ Medias24 إن إنتاج التين الشوكي قد زاد من 1.2 إلى 3.5 مليون طن سنويا في أوائل عام 2010 إلى كميات ضئيلة اليوم.
في سوق الجملة في الدار البيضاء الوضع حرج، حيث يتم إستلام 23 طنا فقط من التين الشوكي يوميا، مقارنة ب 160 إلى 200 طن قبل بضع سنوات حسب مصدر في السوق. ونتيجة لذلك، وصلت الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة حيث يباع التين بما يتراوح بين 2 و4 دراهم للحبة الواحدة، وفقا لعبد اللطيف بعجين مراقب أسعار السوق.
وفي مواجهة هذه الأزمة المتفاقمة أطلقت السلطات والجهات الفاعلة المحلية عدة مبادرات لإنقاذ الصبار، حسب المصدر نفسه فقد وضعت وزارة الفلاحة برنامجا طموحا لزراعة 120,000 هكتار من الأصناف الجديدة المقاومة للقرمزية بحلول عام 2030 وقد تم بالفعل زراعة ما يقرب من 7500 هكتار.
في إطار مكافحة هذه الآفة شاركت في المعركة أيضا مؤسسة دار سي حماد، وهي منظمة غير حكومية مكرسة للتنمية المستدامة في جنوب غرب المغرب قدمت علاجا بيولوجيا واعدا ضد البق الدقيقي: الخنفساء ترايدنت موطنها المكسيك و تتغذى هذه الحشرة حصريا على البق الدقيقي وقد تم إطلاقها بنجاح في عدة أجزاء من البلاد.
يقول المصدر إن هذه المعالجة البيولوجية لها العديد من المزايا ، بما في ذلك إنخفاض تكلفتها وتأثيرها المنخفض على البيئة مقارنة بالمعالجات الكيميائية و وفقا لتقديرات بوهارود، يمكن أن يساعد في تجديد الصبار في المملكة في غضون خمس سنوات فقط، مما يوفر بصيص أمل لكل من منتجي ومستهلكي التين الشوكي.
في حين أن التحديات لا تزال كبيرة ، فإن هذه المبادرات الجريئة تظهر الإرادة للحفاظ على هذا النبات الرمزي للمغرب، وكذلك الفاكهة التي يعشقها السكان إن مكافحة البق الدقيقي هي سباق مع الزمن لكن يبدو أن المغرب مستعد لمواجهة التحدي لحماية صباره و إستعادة وفرة التين الشوكي في أسواق المملكة.