إنتاج الفراولة تحت حرارة البيوت المغطاة: الوصف و ظروف النمو المثالية و أنظمة النمو و الفوائد.
تعد زراعة الفراولة (نوع Fragaria) واحدة من أهم الزارعة في العالم و أكبر المنتجين هم أمريكا الشمالية و كاليفورنيا و فلوريدا، و قد تميزت مقاطعة كيبيك في كندا في السنوات الأخيرة بإنتاجها المتزايد بشكل مرتفع، أما بالنسبة لفرنسا فهي تنتج حاليا 50% من الفراولة في زراعة من نوع خارج التربة hors-sol.
تكتسب الزراعة المائية للفراولة في البيوت المغطاة شعبية منذ بضع سنوات و يرجع الفضل في ذلك بشكل خاص إلى إستخدام التربة المعقمة التي تتمتع بميزة الحد من أمراض الجذور، الزراعة المائية أيضا ترفع من المردودية و تحسن ظروف العمل و تُسهل الزراعة و الصيانة و الجَني، بالإضافة إلى ذلك هناك جودة أفضل من الفواكه، مع إستخدام أفضل للمساحات و تحسين المياه و الأسمدة و تمديد موسم نمو النبات وما إلى ذلك من الفوائد.
لتلبية الطلب المستمر للمستهلكين خارج الموسم، تزرع الفراولة على مدار السنة في البيوت المغطاة و هكذا تؤمن أيضا العرض، تعرف على المزيد حول فسيولوجيا النبات للفراولة و ظروف النمو المثالية للنبات وأنظمة النمو الممكنة المتنوعة بالإضافة إلى مزايا زراعة الفراولة في الدفيئة.
وصف الفراولة
الفراولة هي نباتات منخفضة الساق تنتمي إلى عائلة Rosaceae أوراقها قوية و أزهارها بيضاء تتكون من خمس بتلات pétales تنمو الثمرة في وعاء سمين للزهرة، يختلف لون الفراولة من الأحمر إلى الأصفر المبيض بحسب كل نوعية وله شكل بيضاوي مستدير قليلا.
شروط زراعة الفراولة
تعتمد الظروف المناخية المتوقعة في الدفيئة على نوع الفراولة و تنوعها، ومع ذلك سنشارك هنا بعض المعلومان العامة من مختلف المنشورات العلمية.
درجة الحرارة
تتطلب زراعة الفراولة في البيوت المغطاة سخان ممتاز بهذه الطريقة ستنتج الفراولة على مدار العام.
يجب أن تتراوح درجة الحرارة في منطقة الزراعة بين 10 درجات مئوية و 22 درجة مئوية لضمان التوازن الصحيح بين المرحلة الخضرية و إنتاج الثمار، درجة حرارة عالية جدا (> 25 درجة مئوية) و خاصة أثناء الليل سوف تؤثر على إزدهار و نضج الثمار.
أحد المبادئ الرئيسية التي يجب مراعاتها في الدفيئة هو زيادة درجة الحرارة تدريجيا عندما يكون السكون la dormance مرتفعا، بشكل عام يتم زيادة درجة الحرارة بمقدار 8 درجات مئوية و 16 درجة مئوية على مدى فترة أربعة أسابيع لتطوير الحد الأدنى من كتلة الأوراق قبل تحفيز الإزهار.
خلال مرحلة الإزهار سيتم الحفاظ على درجة الحرارة بين 16 درجة مئوية و 20 درجة مئوية للسماح بصلاحية جيدة لحبوب اللقاح مع الحفاظ على نسبة الرطوبة المناسبة للتلقيح.
بمجرد ظهور الثمار يجب ضبط درجات الحرارة على مقربة من 15 درجة مئوية لضمان نضج بطيء و موحد للثمار.
الرطوبة (RH) %
تلعب الرطوبة النسبية (RH) دورا أساسيا في إنتاج الفراولة داخل البيوت المغطاة، في الواقع يجب أن تكون عالية (> 90 %) في مراحل معينة من الزراعة (خاصة خلال المرحلة الخضرية) و خاصة في الليل من أجل تجنب النخر الهامشي (brunissement des bords).
خلال النهار سيكون من الضروري الحفاظ على الرطوبة النسبية عند حوالي 70 – 75 % لمنع ظهور الأمراض الفطرية مثل botrytis و الحشرات، هذا سيسمح للنبات بالتطور من خلال ظاهرة النتح أثناء التمثيل الضوئي la photosynthèse، للقيام بذلك يلزم التهوية السلبية و النشطة و التغشية لضمان الظروف المثلى في داخل الدفيئة.
الإضاءة
الضوء ضروري بشكل خاص لزراعة الفراولة خلال المرحلة الخضرية و تنشيط الأزهار، تغيير الفترة الضوئية هو إشارة للنبات الذي يفهم بالتالي أن الوقت قد حان للبدء في إنتاج الزهور.
يعلن غالبية المنتجين عن متوسط شدة ضوء يبلغ 200 µmol/m/m-2/s-1 (بدلا من 160-180 µmol/m/m-2/s-1)، خلاف ذلك درجة حرارة قريبة من تلك المستخدمة في المحاصيل الصعبة مثل الطماطم و الفلفل.
لخلق ظروف الإضاءة المثلى هذه، يستخدم بعض المزارعين مصابيح LED (ذات طيف محدد) للإستفادة من مدخلات الضوء التكميلية خلال الفترة الخضرية و تحريض الأزهار.
السقي
إذا أخذنا حالة نظام به مزاريب معلقة ثابتة متباعدة بمقدار 1.14 م (3 أقدام و8 بوصات):
- كثافة المحاصيل: 12 إلى 14 نباتا لكل م 2 ،
- 6-8 نباتات لكل كيس من 8 لترات لكل 1-1.25 لتر من الركيزة لكل كيس ،
- 2 قطرة لكل كيس لكل 2 لتر من الماء في الساعة لكل قطرة ،
- 4 قطرات لكل متر خطي
- 100 مل للري المعتاد.
أنواع مختلفة من نظام الزراعة المائية
هناك أنظمة مزراب معلقة مختلفة يمكن تثبيتها في دفيئة حديثة لزراعة الفراولة بدون تربة على مدار العام:
- نظام مزراب ثابت معلق
- نظام مزراب معلق دوار
- رفع نظام المزراب المعلق
مزايا زراعة الفراولة في البيوت المغطاة
زراعة الفراولة في البيوت المغطاة لها العديد من المزايا على الزراعة التقليدية:
- الإنتاج دون إستخدام المبيدات الكيماوية ولا سيما بفضل الحماية التي توفرها الشباك و الدفاع البيولوجية المتكامل داخل الدفيئة.
- تحسين الغلة (حتى 15 كجم لكل م 2) و الجودة (التسيير الدقيق لظروف النمو و مكافحة الحشرات و الأمراض).
- التقليل من اليد العاملة و تحسين ظروف العمل إلا أثناء التقليم و الجني بفضل المزاريب الموضوعة في متناول العمال.
- الحد الأدنى من إستخدام المضافات و إعادة تدويرها و الحد من الأثر البيئي.
- إنخفاض في إستهلاك المياه.
- إمكانية الإنتاج على مدار العام.
- الإنتاج المحلي يكون قريب من المستهلكين (لا حاجة للإستيراد من الخارج خاصة خلال فصل الشتاء).
الخلاصة
إنتاج الفراولة معقد للغاية، لأنه محصول صعب يحتاج إلى دعم تقني محدد ومع ذلك، فإن آفاق النمو تجعل منه محصولا مهما، في الواقع يتطور الطلب على هذا المنتج في العالم بشكل كبير و في أي وقت من السنة، ناهيك عن أن المستهلكين حساسون بشكل متزايد للشفافية و التتبع الزراعي لأنهم يريدون إستهلاك المنتجات العضوية بدون مبيدات حشرية، لكل هذه الأسباب تبدو زراعة الفراولة في البيوت المغطاة بالتقنيات الحديثة كحل حقيقي في المستقبل.