كل ما تحتاج إلى معرفته عن الفستق في عام 2022.
تَم زرع شجرة الفستق في المغرب من طرف المعهد الوطني للأبحاث الفلاحية INRA منذ الخمسينيات و قد أنشئت حقول تجريبية في مناطق مختلفة من أجل تطوير زراعت هذه الشجرة و تمتد مساحتها الحالية على مساحة 120 هكتارا تقريبا موزعة على حسب مناخ كل منطقة.
أهمية هذا القطاع الفلاحي
نُدرك أهمية التنمية لمناطق عديدة و قد خططت وزارة الفلاحة خلال أواخر الثمانينات لتمديد مساحة هذه الزراعة إلى حوالي 2000 هكتار, لكن لم يتم تحقيق هذا الهدف لعدة أسباب تتعلق بطبيعة هذه الشجرة و كذلك عدم معرفة تقنيات نموها و قد أتاحت التقارير التي أبديت في هذا القطاع تحديد المشاكل التي أعاقت تطور زراعة شجرة الفستق.
هشاشة الشتيلة أثناء الغرس
تم إجراء عملية الغرس بجذور عارية و بعد هذه العملية لاحظنا بأ، شجرة الفستق تعتمد على نظمها الذاتي للتطور لكن معدلات الوفيات كانت مرتفعة (أكثر من 50 في المائة) و قد تم تسجيل أعلى معدل في البساتين التي عرفت تأخُّراً في عملية الغرس مع نقص في الري بعد وضع المشاتل في مكانها. يجب الإعتناء بهذه الشجرة على الفور (البذر والتطعيم في البستان) و لكي تنمو فمن الضروري القيام بالغرس الأولي في الأكياس لتجنب الإخفاقات.
اختفاء المُسْتَنْبَت
تتميز الفسيلة بنمو سريع جدا بحيث تُخرج الجذور و لكنها تسيطر على المُستنبت و تجعلها تختفي, يساعد تقليم الجذور بشكل دوري في تعزيز نمو هذا النوع من الأشجار و كذلك في كل النباتات التي تَتَشكل جذورها على هذا النحو.
تأخر الإثمار
نمو الشتلات بطيء جدا و هذا الصنف من الأشجار لا تدخل حيز الإنتاج إلا بعد 6-8 سنوات و هذه الفترة الطويلة لا تشجع الفلاحين على الإهتمام بزراعة هذا النوع من الأشجار.
مردودية منخفضة
الغلة المحصل عليها في البساتين الخاصة تكون منخفضة خلال 10 سنوات الأولى من عمر الشجرة و لا تعطي غلة عالية لترفع الرغبة في تمديد مساحة حقول الفستق و لا تزيد في الغلة حتى بلوغها سن كبير من 10 إلى 15 سنة. يتسبب سوء العناية الميدانية (الإخصاب والري,…) في انخفاض الغلة بسرعة كبيرة مع التقدم في السن أي بعد بضع سنوات من إنتاج الثمار.
التلقيح
معدلات إنتاج الفاكهة الفارغة مرتفعة وهي نتيجة لضعف التلقيح إما بسبب عدم وجود أشجار ذكورية من مُلقِحات محددة أو بسبب عدم كفاية نظام توزيع المُلَقِّحات.
نظرا لخصائصه البيولوجية ينصح بزراعة شجرة الفستق من أجل تأهيل مناطق هامشية مهددة بإنجراف التربة أو تلك التي يستحيل فيها زراعة أنواع أخرى من الثمار بسبب المناخ الجاف, و يمكن لها أن تُوَفر غلة مقبولة إلى حد ما إذا كانت مغروسة في أراضي خاصة بها, لشجرة الفستق أيضا ميزة مهمة وهي كونها مقاومة للجفاف و مادة الجيري و الملوحة (4 إلى 6 غرام من NaCl / لتر من الماء).
وقد أدت البحوث التي أجريت في المعهد الوطني للأبحاث الفلاحية إلى نتائج مشجعة يمكن أن تُحيي زراعة هذا النوع من الأشجار خاصة الأشجار الأنثوية فإنها عالية المردودية, حاليا تشكل الملقِّحات الخاص بها و احتياجاتها من درجة البرودة و تقنيات تكاثر الغلة و تسييرها حاجزاً كما كان الحال من قبل.
السُّبَات و الحاجة للبرودة
يوجد 11 نوعًا من شجرة الفستق من بينها هناك نوع واحد فقط يُسَمى (Pistacia Vera) يعطي ثمارًا صالحة للأكل وهي من صنف الأشجار النفضية « feuillage caduque” و تتطلب سكونًا عميقًا للإثمار.
خصائص السكون التي أظهرها اختبار قطع العقدة »le test de bouture de nœud”، أنه ينقضي بسرعة في نهاية شهر فبراير ويختفي في مارس و تصبح براعم الأنماط الجينية الأقل طلبًا للظروف البيئية الخاصة قادرة على الظهور اعتبارًا من منتصف شهر فبراير, و بالنسبة للأنماط الأخرى يبدأ ظهور البراعم في بداية شهر مارس.
في شهر سبتمبر يتسبب الإجهاد المائي للتربة بانخفاض قدرات نمو البراعم و مع حُلول الساعات الأولى من برد فصل الخريف يؤدي كذلك إلى تأخر ظهور البراعم.
درجة الحرارة الطبيعية تبلغ حوالي 500 ساعة من درجات الحرارة التي تقل عن 7.2 درجة مئوية للأشجار الأنثوية و 450 ساعة للنوع الذكرية من فصيلة Pistacia vera.
بالنسبة للنوع الذكري من فصيلة الأطلنطي « Atlantica ” التي تنتمي إلى فصيلة P.Atlantica فإن درجة الحرارة 200 درجة مئوية كافيةً لِكسر خُمول براعم الزهور, يبدو أن هذه البراعم تتطلب شروط بيئية أقل مقارنة بأنواع P. vera وهذا هو السبب الأصلي في اختلاف ظهور الزهور في الحقول بين الذكور والإناث.
الإختيار بحسب الأصناف
أظهرت دراسة سلوك مجموعة من 30 نوعا من شجرة الفستق تحت الظروف المناخية لمنطقة عين توجطات أن أصناف أشوري وماتيور »Achouri et Mateur” هي الأكثر إثارة للإهتمام الفلاحي لأن الخصائص المورفولوجية لثمارها متشابهة جدا خاصة من حيث حجم الثمار و تتفاوت معدلات تفكك الثمار وإنتاج ثمار فارغة من سنة إلى أخرى.
تلقيح شجرة الفستق
شجرة الفستق من النوع ثنائي و عدم اتساق فترات الإزهار بين الأشجار الذكور والإناث يطرح مشكلة في عملية التلقيح, و تكون ظاهرة “protandria” أكثر أو أقل حدة بحسب كل صنف و على مرور السنوات.
التلقيح الإصطناعي هو تقنية يوصى بها من أجل تحسين جودة الغلة و يستلزم حصاد و تخزين و رش حبوب اللقاح على الزهور.
مرحلة تقبل الأزهار اللقاح تُظهر تَباينا كبيرًا على نفس الشجرة الواحدة و نتيجة لذلك تزداد الحاجة إلى كمية كبيرة من التلقيح ليشمل عدد كبير من الزهور.
تعتبر حبوب اللقاح هشة إلى حد ما (عمرها بضعة أيام فقط بعد الإزهار) مما يُقلل من فرص الإخصاب و بالتالي نجاح عملية التلقيح و الطريقة الأكثر فعالية لحل مشكلة التلقيح هي استخدام الملقحات الخصبة الخاصة بالأصناف الأنثوية في الزراعة.
مكنت عملية الفرز من اختيار نوعين من الأنماط الجينية الذكورية « الذكور 9 » و « الذكور 45 » على أساس توافقها المُزْهر مع أصناف Achouri و Mateur, المزهرة متجانسة و تنمو بطريقة مماثلة مع النوع الذي ينتمي إلى هذه الأصناف.
الغلة و جودتها
على مدى 20 سنة في عين تاوجدات حيث تراوحة نسبة سقوط الأمطار 400 ملم من المطر/ سنة تم الحصول على غلة متوسطها هو 6.5 كيلوغرام من الثمار الجافة / شجرة و تميزت هذه المحاصيل باختلاف ملحوظ للغاية في الإنتاج بسبب سقوط براعم الزهور في عام من الإنتاج المرتفع. يبدأ السقوط عندما يتوقف نمو الخضري أي بعد شهرين من متوسط تاريخ الإزهار (15 يونيو).
تم تسجيل أقصى انخفاض للغلة بعد 100 إلى 130 يومًا من متوسط تاريخ الإزهار و يكون السقوط شديدًا عندما يضعف نمو حجم الثمرة.
تكون الغلات أعلى مع معدل مرتفع للتفكك الثمار في ظل ظروف الري الجيدة, ثمار الفستق جافة و قشورها الصلبة ممكن أن تُحل وقد لا تُحل, إن طبيعة التفكك خاصة بأنواع Pistacia vera (النوع الوحيد المزروع) وتعتمد على عدة عوامل بما في ذلك التنوع و العمر والجذر وطبيعة حبوب اللقاح و بيئة النمو, يبدو أن هذه العوامل تعمل بشكل مترابط و ليس بالأمر السهل التقييم من جانب كل منها.
بين جميع أنواع وأصناف الفستق يؤثر إنتاج الثمار الفارغة على جودة الإنتاج وهي نتيجة الإجهاض الوراثي وإجهاض الأجنة إنه صنف متنوع و الفشل في التلقيح يزيد من معدل الثمار الفارغة.
Good idea