البذور الزيتية المغاربية: أسس صلبة لتطوير قطاع البذور الزيتية المغربي.
يتماشى برنامج البذور الزيتية المغاربية تماماً مع الإستراتيجية الفلاحية المغربية لتطوير وهيكلة قطاع البذور الزيتية.
يقع دعم العالم الفلاحي في صميم البرنامج المغاربي للبذور الزيتية الذي أطلقته منظمة تيريس يونيفيا Terres Univia في عام 2019 و بتمويل مشترك من الإتحاد الأوروبي، وفقا لبيان صادر عن مغرب البذور الزيتية حول نتائج أنشطتها في المغرب.
نقلت الصحيفة عن رئيس التنمية الدولية في تيريس يونيفيا Terres Univia و مدير أغروبول d’Agropol، غينايل لو غيو Guénaël Le Guilloux قوله إنه « منذ سنة 2019 يدعم البرنامج المغاربي للبذور الزيتية بالشراكة مع المكتب الوطني للمجلس الفلاحي (ONCA) و الإتحاد المهني للبذور الزيتية في المغرب (FOLEA) من خلال أنظمة تدريب ملائمة ».
« خلال 3 سنوات الماضية، نظمنا 137 يوما حقليا على أرض الواقع لصالح أكثر من 3500 مزارع و دربنا 103 من مقدمي الخدمات و 130 مستشاراً محليا، كما قمنا بنشر أدوات تعليمية في العالم الفلاحي في شكل أدلة و مقاطع فيديو لتقنية لنشر الممارسات الجيدة ».
ويقوم المكتب الوطني للإستشارة الفلاحية بوصفه لاعبا رئيسيا في تطوير قطاع البذور الزيتية بزيادة دعمه للمزارعين في أنشطة المشورة و تدريب الزراعيين و يعمل على تطوير شبكة مقاولي العمل الفلاحي.
وفقا لممثل المكتب الوطني للفلاحة الزيتية « بفضل شراكتنا مع الإتحاد المهني للبذور الزيتية (FOLEA) و أغروبول ساهم المكتب في تنفيذ برنامج البذور الزيتية المغاربية الذي يقدم الدعم التقني للمزارعين و المستشارين الفلاحيين و في الواقع تمكن 44 مستشاراً من المكتب الوطني للفلاحة من متابعة تدريب مخصص للممارسات الزراعية الجيدة لبذور السلجم colza و دوار الشمس ».
« في هذا المجال قمنا أيضا بتنفيذ 60 يوما حقليا تم تنظيمها على منصات توضيحية للبرنامج أو على قطع أراضي المزارعين المضيفين، وأشار إلى أن هذا النهج التربوي للمشورة و تدريب الزراعيين يسمح للمزارعين بمشاركة درايتهم و التعلم من الحقائق التي لوحظت في الحقول.
المزارعون المغاربة الذين يستثمرون في محاصيل البذور الزيتية هم مستقبل هذا القطاع على الرغم من إنتهاء البرنامج المغاربي للبذور الزيتية ستستمر الجهود المبذولة لتدريب ودعم العالم الزراعي بفضل تنفيذ النظام الإقليمي للمشورة الفلاحية المحلية لمختلف المهنيين الزراعيين الذين وزعتهم أونكا l’ONCA.
بذور السلجم و دوار الشمس: نوعين إستراتيجيان و مهمين
يتزايد إستهلاك منتجات دوار الشمس و بذور السلجم بشكل كبير في المغرب، مع زيادة بنسبة 26% للزيت و 38% للعلف في 10 سنوات.
في عام 2020، تم إستهلاك 77000 طن من زيوت بذور السلجم و دوار الشمس و 460000 طن من بذور السلجم أعلاف دوار الشمس (المصدر: وزارة الزراعة الأمريكية – يناير 2022)، ينتج المغرب سنويا و حسب الظروف المناخية ما بين 25000 و 40000 طن من البذور الزيتية التي تساهم في تلبية إحتياجات المملكة من الزيوت و العلف.
وحتى لو كان معدل التغطية لا يزال منخفضا مقارنة بالسوق، فإن الزخم الذي وضعته الجهات الفاعلة في مجال التكرير و الإنتاج يشكل أساسا متينا لتطوير القطاع في السنوات المقبلة.
أحد أحواض الإنتاج الرئيسية لمحاصيل البذور الزيتية يقع في منطقة فاس-مكناس مع مساهمة قدرها 21.1% في الناتج المحلي الإجمالي الفلاحي الوطني، تعد الفلاحة رافعة اقتصادية حقيقية للمنطقة.
« منطقة فاس– مكناس هي حوض إنتاج بمساحة 1240 مليون هكتار«
قال السيد مصطفى مغاري رئيس قطاع الإنتاج الفلاحي بالمديرية الجهوية للفلاحة بجهة فاس مكناس إن « جهة فاس مكناس هي حوض إنتاج من الدرجة الأولى على المستوى الوطني و بمساحة فلاحية تبلغ 1240 مليون هكتار و دينامية زراعية و صناعية مهمة حول قطاعات المحاصيل الحقلية ».
« تعد مناطق دوار الشمس و بذور السلجم جزءاً بالغ الأهمية في تناوب محاصيلنا على سبيل المثال، خلال موسم 2020-2021 تم زرع ما يقرب من 7700 هكتار من بذور السلجم و دوار الشمس في منطقتنا ».
يعد دمج محاصيل البذور الزيتية في تناوب محاصيل الحبوب أحد الأصول الحقيقية لأنظمة الإنتاج في المملكة، وتتحول هذه المصالح الزراعية المتعددة إلى مكاسب إقتصادية للمنتجين.
إن محاصيل البذور الزيتية ضرورية لتحسين أداء المزارع و إستدامتها و تسهم أيضا في تحسين غلة محاصيل الحبوب.
وعلى هذا النحو أوضح الأمين العام للجمعية الوطنية لمنتجي البذور الزيتية السيد أحمد العلوي فضيلي أن « دمج بذور السلجم و دوار الشمس في تناوب غلة الحبوب له العديد من المصالح الزراعية التي لا تسمح فقط بتحسين بنية التربة و لكن أيضا بزيادة خصوبتها و مقاومتها للآفات مثل الأمراض الفيروسية مما يعزز بشكل كبير توفير تكاليف المضافات للمزارعين. »
وتابع أن « غلة القمح بعد دمج بذور السلجم أعلى بنسبة 20% في المتوسط من تلك الموجودة في تناوب القمح بعد القمح، مع إنخفاض إحتياجات التسميد بالنيتروجين و الفوسفات ».
تم تعزيز تطوير وهيكلة قطاع البذور الزيتية من خلال إطلاق مخطط المغرب الأخضر في عام 2008 و تعزيزه من خلال الإستراتيجية الفلاحية الجديدة للمملكة « الجيل الأخضر ».
وستسمح خارطة الطريق هذه لمحاصيل دوار الشمس و بذور السلجم المخصصة لإنتاج الزيوت النباتية للإستهلاك البشري و كذلك علف لتغذية الماشية بالوصول إلى 30000 هكتار لبذور السلجم و50000 هكتار لدوار الشمس بحلول عام 2030 و بالتالي تغطية الإحتياجات الوطنية بنسبة تصل إلى 15%.
هذا التحول البروتيني الذي يشهده المغرب مدعوما برؤية « الجيل الأخضر » يعطي زخما جديدا لاحتلال السيادة الغذائية للبلاد.
Terres Univia هي الرابطة الفرنسية المشتركة بين المهنيين للزيوت النباتية و البروتينات و هو يجمع بين الرابطات والإتحادات المهنية الرئيسية لإنتاج و تسويق و تجهيز و إستخدام البذور الزيتية و النباتات الغنية بالبروتين.