الأرغان و الزعفران و وردة دمشق تجعل أرض المغرب: فريدة من نوعها.
المغرب بلد ذو ثروات زراعية و ثقافية فريدة، من بين أثمن كنوزها ثلاث زراعات تتميز بندرتها و خصوصيتها: شجرة الأرغان و الزعفران و وردة دمشق، هذه الزراعات الشهيرة متجذرة في التاريخ و التراث المغربي، وهي شهادة حية على تنوع البلاد و براعتها الفلاحية، دعونا نكتشف معا هذه الكنوز التي هي فخر المغرب و تبهر الزوار من جميع أنحاء العالم.
شجرة الأرغان الرائعة من الصويرة إلى تارودانت!
في المغرب ، تعتبر شجرة الأرغان (Argania spinosa) كنزا وطنيا شجرة الأرغان هي شجرة مستوطنة في المغرب، تزرع بشكل رئيسي في المنطقة الجنوبية الغربية من البلاد و خاصة في جهة الصويرة و تارودانت و أكادير.
شجرة الأرغان رائعة لعدة أسباب بادئ ذي بدء ، تعتبر واحدة من أقدم الأشجار في العالم و يعود تاريخها إلى العصر الثالث بالإضافة إلى ذلك فهي ذات أهمية بيئية كبيرة كنوع مقاوم للجفاف قادر على منع تآكل التربة و توفير الظل للمحاصيل الأخرى.
الجانب الأكثر بروزا في شجرة الأرغان هو إستخدام ثمارها لإنتاج زيت الأرغان يتم إستخراج هذا الزيت من الحبوب الموجودة داخل جوز شجرة الأرغان و يستخدم في الطهي وفي صناعة مستحضرات التجميل، يشتهر زيت الأرغان بخصائصه الغذائية و طعمه المميز و فوائده للبشرة و الشعر.
إنتاج زيت الأرغان هو عملية حرفية و تقليدية تقوم بها بشكل رئيسي التعاونيات النسائية البربرية حيث تحصد النساء جوز الأرغان و يلطمنه بحجر يدويا لإستخراج اللوز، ثم يطحنونه و يضغطون عليه للحصول على الزيت، هذه العملية الشاقة و الدقيقة تفسر جزئيا التكلفة العالية لزيت الأرغان في السوق الدولية.
نظرا لتفرده و فوائده الصحية ، أصبح زيت الأرغان منتجا ذا قيمة عالية في جميع أنحاء العالم و مع ذلك فإن زراعة شجرة الأرغان و إنتاج زيت الأرغان خاصة في المغرب مما يجعلها محصولا زراعيا غير نمطي و رمزي حقا في البلاد.
يتوج الزعفران في منطقة تالوين!
بصرف النظر عن شجرة الأرغان هناك محصول زراعي غير نمطي آخر موجود في المغرب و هو محصول سافرانيير، إنتاج الزعفران أغلى التوابل في العالم نادر نسبيا و غير شائع في العديد من البلدان لكن المغرب هو أحد أكبر منتجي الزعفران في العالم.
تعود زراعة الزعفران في المغرب إلى قرون مضت و تتركز بشكل رئيسي في منطقة تالوين الواقعة في جبال الأطلس الصغير بالقرب من مدينة تارودانت يوفر المناخ الجاف و المشمس لهذه المنطقة الجبلية ظروفا مثالية لزراعة الزعفران.
يتم إستخراج الزعفران من وصمات زهرة الزعفران ساتيفوس تحتوي كل زهرة على ثلاث وصمات حمراء فقط و التي يجب حصادها يدويا بعناية عادة ما يتم حصاد الزعفران في الخريف لمدة بضعة أسابيع فقط.
إنتاج الزعفران يتطلب اليد العمالة، حيث يجب قطف كل زهرة و إستخراج الوصمات يدويا هذه المهمة الدقيقة تجعل الزعفران باهظ الثمن بشكل خاص و مع ذلك نظرا لنكهته الفريدة و خصائص التلوين فإن الزعفران المغربي يحظى بتقدير كبير في المأكولات المحلية و العالمية و كذلك في صناعة مستحضرات التجميل.
أصبحت مزرعة الزعفران في تالوين منطقة جذب سياحي تجذب الزوار الفضوليين لمراقبة عملية حصاد و إنتاج الزعفران، لذلك فإن زراعة الزعفران في المغرب هي محصول زراعي مميز وقيم يقدم تجربة فريدة و يساهم في الإقتصاد المحلي.
وردة دمشق ملكة وادي الورود
أخيرا ، هناك محصول زراعي غير نمطي آخر موجود في المغرب وهو محصول وردة دمشق (Rosa damascena). تمارس زراعة الورد الدمشقي بشكل رئيسي في منطقة قلعة مكونة و المعروفة أيضا باسم وادي الورود الواقعة في سفوح الأطلس المغربي.
وردة دمشق هي مجموعة قديمة و عطرية من الورد تستخدم في إنتاج زيت الورد الأساسي. عادة ما يتم حصاد الورود بين أبريل و ماي أثناء الإزهار الوفير لهذه الورود العطرية.
يتم حصاد بتلات الورد يدويا و بدقة في الصباح الباكر قبل أن تؤثر حرارة الشمس على جودتها ثم يتم إستخدامها لإنتاج زيت الورد العطري و هو عنصر قيم يستخدم في صناعة العطور و مستحضرات التجميل و الطب التقليدي.
زراعة الورود الدمشقية هي تقليد عمره قرون في المغرب، ينتقل من جيل إلى جيل في كل عام، تحتفل منطقة قلعة مكونة بمهرجان الورد و هو حدث يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم. خلال هذه الفترة تزين الشوارع بتلات الورد و تقام المسيرات و العروض و المعارض للإحتفال بحصاد الورد و تعزيز الثقافة المحلية.
لذلك فإن زراعة وردة دمشق هي ثقافة زراعية رمزية للمغرب و تساهم في الإقتصاد المحلي و الحرف اليدوية و السياحة في منطقة قلعة مكونة.
إكتشف هذه الكنوز مع العديد من الفوائد لصحتك وجمالك.
إن الكنوز الزراعية الفريدة في المغرب، مثل شجرة الأرغان والزعفران و ورد دمشق، هي منتجات تستحق الإكتشاف و التقدير، ندرتها و أهميتها الثقافية تجعلها جواهر حقيقية للتراث المغربي، سواء كنت من محبي النكهات الغريبة و الزيوت الطبيعية المفيدة للبشرة أو ببساطة فضوليا لإكتشاف التقاليد الزراعية المتوارثة يقدم المغرب تجربة حسية و ثقافية لا تنسى.
لا تتردد في المغامرة لمقابلة هذه الثقافات الإستثنائية في زيارتك القادمة إلى المغرب حيث ستنغمس في عالم من المسرات و الروائح الآسرة.