إطلاق مبادرة « مولات الخير » للتنمية الاجتماعية والاقتصادية ببرشيد
قام البروفيسور محمد يونس، الحائز على جائزة نوبل للسلام في 2006، ورائد الأعمال التجارية الاجتماعية، رفقة فاعلين محليين في مجال الزراعات الغذائية، بإطلاق مبادرة « مولات الخير » للتنمية الاجتماعية والاقتصادية بدوار لمباركين التابع لإقليم برشيد
والمبادرة، التي تعد ثمرة تعاون بين البروفيسور يونس الحائز على جائزة نوبل للسلام، والمقاولة الكندية ماك كين، وثلاث مقاولات مغربية هي « أكروبرو » و »لابيل في » و »يوزي فود »، هي مشروع يندرج في إطار ما يسمى « الأعمال التجارية الاجتماعية »، وتؤسس لنموذج تنموي غير مسبوق بالمغرب، من خلال بلورة منظومة قروية تضم وحدات لإنتاج البطاطس
وسيتم في مرحلة أولية ، من هذا المشروع الذي أطلق أمس الأربعاء ببرشيد ، تسويق حوالي 900 طن من البطاطس سنويا، في حين سيتم تحويل جزء آخر من الإنتاج في وحدات تشغل النساء المعوزات بالقرى من أجل تقوية كفاءتهن واستقلالهن
وسيتم توجيه أرباح بيع البطاطس والمنتوجات المحولة إلى تمويل برامج ذات طابع تربوي خاصة بالأطفال والفتيات الصغيرات والشباب غير المتمدرس
وهكذا ستمكن هذه المبادرة الأسر المستهدفة من منصب شغل قار، ومن تغطية اجتماعية، إضافة إلى استفادتها من برامج تكوينية تهم مختلف التخصصات الفلاحية
وأوضح محمد يونس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن إطلاق هذا المشروع يكتسي « أهمية خاصة »، بالنظر إلى الأهداف النبيلة التي يروم تحقيقها، وبالأخص مساعدة الفئات المحتاجة والفقيرة على تنويع مصادر دخلها
وأضاف أن « مولات الخير »، التي ستستفيد منها 15 أسرة كمرحلة أولى، ستمكن الفئات المستفيدة من تحسين عائداتها، ومن تمويل برامج تهم تعميم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي، لاسيما في صفوف الفتيات الصغيرات
واعتبر أن هذه المبادرة، التي أطلقت بمناسبة عقد النسخة الثالثة للقاءات « المسؤولية والأداء »، هي مبادرة رائدة يمكن تعميمها في المستقبل بأنحاء أخرى من المغرب، معربا عن إشادته بالتعاون الكبير والدعم الذي لقيه من طرف الفاعلين المغاربة في مجال الزراعات الغذائية، والذين أسهموا بقوة في إنجاح هذا المشروع
وتجدر الإشارة إلى أن النسخة الثالثة من لقاءات « المسؤولية والأداء »، التي تحتضنها الدار البيضاء على مدى يومين (2 و3 نونبر) تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ستنكب على إبراز الدور المحوري للإبداع المجتمعي كمحرك للتنمية المستدامة بالمغرب وإفريقيا
وتشكل هذه اللقاءات مناسبة للفاعلين المغاربة المهتمين بالاقتصاد الاجتماعي للاستفادة من خبرات البروفيسور البنغالي، من خلال تقديم نماذج ناجحة من الأعمال التجارية الاجتماعية (المقاولة الاجتماعية) بالدول النامية
ويذكر أن البروفيسور محمد يونس هو أستاذ الاقتصاد سابقا في جامعة شيتاجونج ، إحدى الجامعات الكبرى في بنغلاديش، ومؤسس بنك غرامين، عرف عنه كفاحه من أجل الإدماج المالي، وبتبنيه لنموذج مقاولاتي مستدام وخالق لقيمة اجتماعية مضافة، في إطار ما يصطلح عليه ب » الأعمال التجارية الاجتماعية