أستو دياو كامارا باحثة سنغالية بارزة تدعو إلى تسميد التربة في أفريقيا.
تقف الزراعة في أفريقيا عند منعطف حرج حيث يسلط المتخصصون في الصناعة الضوء على الأهمية الحاسمة لتخصيب التربة لضمان الأمن الغذائي وزيادة الإنتاجية.
في حدث عقد مؤخرا في هان قاد الباحث البارز أستو دياو كامارا و هو أيضا مدير مكتب تحليل الاقتصاد الكلي (BAME) في المعهد السنغالي للبحوث الزراعية (ISRA)، الدعوة إلى إتخاذ إجراءات متضافرة بشأن خصوبة التربة.
أكدت السيدة كامارا للسنغال أن الإستخدام الإستراتيجي للأسمدة يلعب دورا حيويا في زيادة الإنتاجية الزراعية في أفريقيا و سلط الضوء على التأثير المباشر للتسميد على القدرة على تلبية إحتياجات الأمن الغذائي المتزايدة في المنطقة و قالت إنه من الأهمية بمكان أن يدرك المهنيون الزراعيون الدور الحاسم الذي يلعبه تسميد التربة في إنشاء أساس متين لمستقبل أفريقيا الزراعي.
كما كان الحدث بمثابة منتدى لمناقشة السياسات الحالية المتعلقة بإستخدام الأسمدة وخصوبة التربة في السنغال و تشكل هذه المناقشة الأولية جزءا من التحضير لعقد مؤتمر قمة دولي مكرس لهذه المسألة الملحة سيجمع الخبراء و الجهات الفاعلة الرئيسية لتحديد طريقة متضافرة للمضي قدما.
تمثلت إحدى النقاط الرئيسية في العرض الذي قدمته السيدة كامارا في التفاوت المثير للقلق بين إستخدام الأسمدة في أفريقيا وفي أجزاء أخرى من العالم و تكشف الإحصاءات عن حقيقة صارخة: ففي حين يبلغ المتوسط العالمي أكثر من 160 كيلوغراما من الأسمدة لكل هكتار لا تزال أفريقيا تعاني من الركود حول متوسط مقلق يبلغ بالكاد عشرة كيلوغرامات للهكتار الواحد و تلقي هذه الفجوة بثقلها على الإمكانات الزراعية للقارة.
وجهت السيدة كامارا دعوة قوية لزيادة التعاون بين مختلف الجهات الفاعلة في الصناعة الزراعية و شددت على أهمية إعتماد إستراتيجيات مبتكرة لتشجيع الإستخدام المسؤول للأسمدة و بالتالي تعزيز التحسن الكبير في خصوبة التربة و قد دعي المشاركون سواء كانوا خبراء أو صناع قرار مؤسسيين أو ممثلين عن منظمات المزارعين أو منظمي مشاريع من القطاع الخاص إلى العمل معا للتصدي لهذا التحدي الرئيسي.
وتمثل الدعوة الموزعة التي وجهها المهنيون الزراعيون في أفريقيا لتخصيب التربة نقطة تحول حاسمة في السعي لتحقيق الأمن الغذائي المستدام و إستمرار الإزدهار الزراعي في القارة و من المؤكد أن الإجراءات المتخذة في هذا الإتجاه ستضع الأساس لحقبة جديدة من الفرص للزراعة الأفريقية مدفوعة بزيادة خصوبة التربة و الإلتزام الجماعي بمستقبل غذائي أكثر أمانا و إزدهارا.