مكافحة التغيرات المناخية فرصة حقيقية للتفكير في نماذج تنموية جديدة وخلق فرص الشغل
أكد متدخلون، يوم السبت الماضي بطنجة، خلال جلسة نقاش ضمن الملتقيات الأولى لدار المناخ المتوسطية، أن مكافحة التغيرات المناخية تشكل فرصة حقيقية للتفكير في نماذج تنموية جديدة وتعزيز إحداث فرص الشغل
وأبرز الخبراء والمتدخلون المغاربة والأجانب المشاركون في جلسة “تشغيل الشباب ومكافحة التغيرات المناخية .. أية فرص؟” ضمن الملتقيات التي تنظمها جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، أن مسلسل مكافحة الاحتباس الحراري ينطوي على بعض الاكراهات والمخاطر، لكنه يوفر أيضا فرصا هامة للتنمية، وذلك من خلال دعم المبادرات المبتكرة والتمويل المستدام واعتماد أنشطة الاقتصاد الأخضر، والتي تشكل موردا لخلق الثروة والشغل
في هذا الإطار، أشار ستيفان أفير، الرئيس المدير العام للشركة الفرنسية (آكيوس) المتخصصة في الطاقات الجديدة غير الملوثة، إلى الأثر الاجتماعي الكبير للاعتماد على مختلف المصادر الطاقية المنعدمة الكربون، عبر تطوير اقتصاد محلي وتشجيع تبني وسائل نقل خضراء، وهو ما سينعكس بشكل مباشر على إحداث فرص الشغل
وذكر بأن الشركة وقعت بالأمس اتفاقا مع جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، الثاني من نوعه بعد جهة مراكش – آسفي، والذي يشكل خطوة أخرى نحو تطبيق تكنولوجيا (ستور آش) بالمغرب، والتي تعد تقنية تدعم وسائل النقل منعدمة الكربون
واعتبر أن هذه “الشراكة الإستراتيجية تبرز لمرة أخرى إرادة المغرب للظهور كأول بلد يعتمد أنظمة نقل خالية من الكربون بالمتوسط
من جانبه، اعتبر مستشار رئيس (كوب 22)، أيمن الشرقاوي، أن الشباب يشكلون موردا هائلا للثروة ومشعلا لتحقيق التنمية بجنوب المتوسط، ما من شأنه أن يساهم بشكل متضامن ومؤثر في إقلاع القارة وبرزوها على الساحة الدولية
وقال إنه يتعين أن “نضع في اعتبارنا أن التغيرات المناخية تشكل موردا للإكراهات والفرص في الآن نفسه بالمنطقة المتوسطية”، لافتا إلى أن حوض البحر الأبيض المتوسط يعتبر من بين المناطق الأكثر هشاشة بالكوكب، وهو ما قد يؤدي إلى مشكل استيعاب الشباب
وسجل أن الحلول تقوم على تشجيع المبادرات المبتكرة وتطوير الخبرات وإشراك الشباب في اتخاذ القرارات السياسية على المستويين الجهوي والوطني، مشيرا إلى أنه يتعين اعتبار الشباب كمحرك حقيقي للتنمية بالمتوسط
من جانبه، يرى جون أبي فاضل، من مكتب التشغيل بلبنان، أن الاقتصاد الاجتماعي يعد موردا مهما لفرص الشغل والأنشطة المدرة للدخل، مبرزا في هذا الصدد تجربة المكتب في مجال تشجيع المبادرات الرامية إلى الحفاظ على البيئة والتأقلم مع التغيرات المناخية
وأضاف أن المكتب عمل أيضا على دعم المهاجرين السوريين على تنفيذ مشاريعهم وتطوير معارفهم في مجال الاقتصاد الأخضر
وشكلت هذه اللقاءات، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مناسبة لتحديد الأولويات والمبادرات والأدوات الكفيلة بدعم تقدم المجالات الترابية والأنشطة الاقتصادية بالفضاء المتوسطي على مستوى القضايا المناخية
وشارك في الملتقى أزيد من 350 مشاركا من 13 بلدا، من بينها على الخصوص المغرب وإسبانيا وفرنسا ومالطا ولبنان والجزائر وتونس والسنغال وجزر القمر