لقاء اقتصادي بوجدة يبحث سبل تطوير أداء التعاونيات بالجهة الشرقية
بحث المشاركون في لقاء اقتصادي نظمه مجلس جهة الشرق، يوم الاثنين بوجدة، السبل الكفيلة بتطوير أداء التعاونيات بالجهة، وسط حضور عدد من الخبراء والفاعلين وممثلي مؤسسات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بهذه الربوع
وقارب المشاركون في هذا اللقاء، الذي اتخذ شعار “لنؤسس المقاولة بشكل آخر.. لنتقاسم حتى ننجح”، قضايا متصلة بالمقاولة الجماعية ومتطلباتها من حيث التأسيس للعمل المقاولاتي وفق رؤية غير تقليدية تعنى بالرأسمال البشري في المقام الأول، وتسعى إلى إرساء المقاولة وفق منطق اقتصادي يسمح بالجمع بين “المقاول” و”الأجير” في صيغة واحدة
ونشط أشغال هذه الدورة، التي قدمت خلالها تجارب في هذا المجال من فرنسا وتونس والجزائر والمغرب، خبراء ومتخصصون، من قبيل فرانسوا تيسيي، رئيس المعهد المتوسطي للتكوين والبحث في العمل الاجتماعي وبرنار ديفي، عضو المجلس الإداري لمعهد التعاون الاجتماعي الدولي، فضلا عن إليزابيث بوست وسعيد رملي عن تعاونية المقاولين المتضامنين
وفي كلمة بالمناسبة، أكد رئيس مجلس جهة الشرق عبد النبي بعيوي أن الهدف من وراء تنظيم هذا اللقاء يتمثل في الاستفادة من التجربة التي راكمها الخبراء المشاركون في الانتقال بتعاونيات الجهة إلى آفاق اقتصادية أكثر رحابة، بما يحقق الغايات المنشودة للعاملين في هذا القطاع
وشدد على أن المجلس يراهن على إسهام هذه التعاونيات في تنمية اقتصاد الجهة، قبل أن يستعرض عددا من الصعوبات التي تعترض هذه المؤسسات في تثمين المنتوج وتسويقه
وقال إن معرض الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، الذي نظم في الآونة الأخيرة بجهة الشرق، كشف عن مؤهلات لافتة وكفاءات معتبرة للتعاونيات الفاعلة بهذه الربوع، مبرزا حاجة هذه المؤسسات إلى مزيد من الدعم والمساندة
وكشف بعيوي، في هذا الصدد، أن مجلس الجهة ارتأى إرساء منصة لدعم التعاونيات في عمليات الإنتاج والتسويق، مؤكدا استعداد المجلس لمواكبة هذه المؤسسات في ما يتصل بالتغليف والديزاين والمراقبة الصحية
من جهته، لفت رئيس غرفة الصناعة التقليدية ادريس بوجوالة إلى أن هذا اللقاء يتوخى إعمال التفكير في الإمكانيات التي يتيحها الاقتصاد الاجتماعي والتضامني في تحقيق أهداف التنمية، مذكرا بأن الجهة الشرقية تحتل موقعا رائدا في ما يتصل بإحداث التعاونيات، لا سيما في قطاعي الصناعة التقليدية والفلاحة
وقال إن ثمة حاجة ماسة إلى إعطاء دينامية فعالة لمؤسسات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، مبرزا الدور الهام الذي يضطلع به مجلس الجهة في هذا الصدد، قبل أن يشير إلى أن هذا اللقاء مثل فرصة سانحة للانفتاح على مزيد من التجارب والخبرات في هذا المجال
من جانبه، أكد مسؤول الشؤون الاجتماعية بسفارة فرنسا بالمغرب ستيفان كليمون على أهمية الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، باعتباره مصدرا لإحداث الثروة والأنشطة المدرة للدخل والشغل، مبرزا ضرورة العمل على تطوير صيغ جديدة للمقاولة الجماعية
ونوه كليمون بموضوع هذا اللقاء، خاصة وأن الاقتصاد الاجتماعي والتضامني يحتل مكانة بارزة في اقتصاد جهة الشرق، معتبرا أن النقاشات المثارة بالمناسبة من شأنها أن تمكن من إعمال التفكير في أشكال جديدة للعمل المقاولاتي بطريقة جماعية ومستدامة وتقديم تجارب ناجحة بهذا الخصوص
يذكر أن هذا اللقاء الاقتصادي يندرج في سياق جهود مجلس جهة الشرق الرامية إلى صياغة برنامج عمل مبتكر يستفيد من الخبرات المتخصصة في تطوير أداء مؤسسات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني وتحسين مؤشراتها الاقتصادية وجودة منتوجاتها