Accueil / حوارات / شجرة الأركان حصن ضد التصحر
Arganier : cinq questions au chef du Centre régional de la recherche agronomique d’Agadir

شجرة الأركان حصن ضد التصحر

الخبير عبد العزيز ميموني يتحدث عن زراعة الأركان في المغرب.

عشية الإحتفال بالذكرى السنوية الثانية ليوم الأركان العالمي، قَدم السيد عبد العزيز ميموني رئيس المركز الإقليمي للبحوث الفلاحية بأكادير في مقابلة مع وكالة المغرب العربي للأنباء، الفيزيولوجيا البيئية لهذه الشجرة التي لا توجد في أي مكان في العالم إلا في الجنوب الغربي من المغرب.

كما يسلط هذا الخبير المغربي الضوء على مقاومة هذه الشجرة للجفاف و التصحر و التعرية و يستحضر و سائل تحسين قطاع الأركان.

ما هي طبيعة النظام البيئي الذي يعزز من نم شجرة الأركان؟

عبد العزيز ميموني: شجرة الأركان هي نوع هاردي rustique تنتمي إلى الفصيلة الإستوائية Sapotaceae، و هي الممثل الشمالي الوحيد في منطقة البحر الأبيض المتوسط في المغرب، توجد هذه الشجرة في منطقة سوس ماسة و تمتد من وادي تنسيفت في الشمال، إلى تزنيت و تفراوت في الجنوب، وعلى مشارف جبل سروة في الشرق، كما توجد أشجار الأركان في منخفض مولوية في بني سناسن في شمال شرق البلاد و على أطراف الصحراء الكبرى في درعة.

تم العثور على شجرة الأرغان في المناطق التي يكون فيها هطول الأمطار متغيرا للغاية و تنمو من مستوى سطح البحر إلى حوالي 1400 متر فوق مستوى سطح البحر، يتعلق بستان الأركان الحالي بالعديد من الوحدات و المراحل المناخية الحيوية التي تتراوح من المناطق الباردة شبه القاحلة و في المناطق شبه الرطبة في جبل الأطلس الكبير إلى المناطق المعتدلة في الجنوب مع درجات حرارة يمكن أن تصل إلى 45 درجة مئوية، يبدو أن شجرة الأركان تتحمل الهواء الرطب لكنها تختفي في المناطق الجبلية ذات درجات الحرارة المنخفضة و طويلة المدة.

هذه الشجرة فريدة من نوعها في تحمل و التكيف مع تغير المناخ، في الواقع تتمتع شجرة الأرغان بآليات فريدة للتكيف و المرونة مع ندرة المياه مقارنة بالأنواع الأخرى.

خلال فترات الجفاف المطولة التي تعاني منها المناطق التي تتواجد فيها الأركان فإنها تتكيف مع آليات مختلفة مثل سقوط أوراقها و ثمارها، لكن مع هطول الأمطار الأولى تعود إلى الحياة على عكس شجرة الزيتون و اللوز.

في المناطق القاحلة و شبه القاحلة حيث تنمو الأركان فإنه لا يمكن الإستغناء عن شجرة الأرغان في الحفاظ على التربة و مكافحة التصحر، في الواقع تحمي شجرة الأرغان التربة من خلال الظل الذي يلقيه تاجها الكثيف في المناطق شبه الصحراوية حيث العدو الرئيسي للنباتات هو الجفاف و حرارة الشمس، تضمن مزارع الأرغان حماية التربة من التآكل الرياحي و ضد الجريان السطحي حيث تلعب شجرة الأرغان دورا حاسما في تحسين خصوبة التربة من خلال إثرائها بالعناصر الغذائية وخاصة زيادة المواد العضوية فيها مما يساهم في عزل الكربون و بالتالي التخفيف من آثار تغير المناخ.

ما هي طرق تحسين قطاع الأركان؟

عبد العزيز ميموني: تنص إستراتيجية التنمية الفلاحية الجديدة « الجيل الأخضر » التي وضعتها وزارة الفلاحة على مجموعة من الإجراءات لتحسين إنتاجية و ربحية و إستدامة منظومة غابات الأركان في مواجهة تغير المناخ.

من بين الأنشطة الرئيسية للمخطط نجد تسريع برنامج زراعة أشجار الأركان في الغابة من خلال تكثيف زراعتها كجزء من هدف عام 2020 لإعادة تأهيل شجرة الأركان الغابوية، من 146000 هكتار إلى 400000 هكتار، من المخطط كذلك زراعة 50000 هكتار من الأرغان من أجل تخفيف الضغط البشري و الصناعي على غابات الأركان الطبيعية و تحقيق الإستقرار في الإنتاج و تحسين جودته من خلال الإنتقال من 5600 طن من إنتاج زيت الأركان في عام 2020 إلى 20000 طن في عام 2030.

تهدف الإستراتيجية أيضا إلى تسريع البحث و التطوير من خلال الإستفادة من التقدم التقني لا سيما من حيث تكاثر أصناف جديدة مختارة وفعالة، في الواقع تعد الأصناف أو المستنسخات عالية الأداء نقطة رئيسية يجب مراعاتها لضمان الإنتاجية المستدامة و المثلى لشجرة الأركان، و في الوقت الراهن يعد البحث عن أنماط إيكولوجية أو مستنسخات فعالة إما عن طريق إستغلال التنوع الجيني القائم أو عن طريق عنصر التحسين الوراثي حاجة ضرورية لحماية و تطوير قطاع الأركان.

من هذا المنظور يجب أن تتطور الأنماط الإيكولوجية الفعالة أو المستنسخات المقاومة لتغير المناخ بطريقة تلبي إحتياجات المهنة و المزارعين و هذا يعتبر من المطالب ذات الأولوية عند المهنيين و أصحاب المشاتل و المنظمات التنموية (الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات و شجرة الأركان و المديريات الإقليمية للزراعة و المديريات الإقليمية للزراعة …) والمزارعين، و كذلك إختيار مادة نباتية عالية الأداء من خلال إنشاء أصناف ذات إمكانات عالية وفقا لإحتياجات المزارعين و المستثمرين.

كما توفر إستراتيجية « الجيل الأخضر » للمهنيين الموارد اللازمة لتثمين و تحديث أدوات المعالجة و التعبئة على مستوى الوحدات المحلية و الوطنية، من خلال حوافز إصدار الشهادات و التسويق و البحث عن شركاء أعمال جدد و منافذ جديدة، بهذا المعنى تخطط إستراتيجية « الجيل الأخضر » لزيادة كميات زيت الأركان المعبأة من 20% إلى 50% و كذلك تشجيع التصدير.

و من أجل تحسين ربحية قطاع الأركان و إنصافه و إستدامته تقترح الإستراتيجية هيكلة نسيج المنتجين حول مجموعات متكاملة مع دعم ظهور مجموعة متكاملة من المنبع إلى المصب تجمع بين التعاونيات و يعزز الإنتاج و التجهيز و مراقبة الجودة و التسويق.

كل هذه الإجراءات يمكن أن تكون رافعة لإستدامة و تحديث قطاع الأركان في السنوات العشر المقبلة.

وكالة الأنباء العربية MAP
Partager

Regardez aussi

وصال بن موسى، المؤسس المشارك لشركة « من الرمال إلى الأخضر »

تستقبل الدورة ال15 للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، الذي افتتحت أعماله يوم الثلاثاء بمكناس، العديد من …

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *