زراعة أشجار التفاح وأهم الأمراض والآفات التي تصيب المحصول
تتمتع فاكهة التفاح بإقبال كبير في مختلف بقاع العالم وعلى مدار السنة نظرا لقيمتها الغذائية العالية ومذاقها المتميز الذي يغري الصغار قبل الكبار. فماهي أهم المراحل التي يجب على الفلاح احترامها لإنجاح زراعة أشجار التفاح؟ وماهي أهم الأمراض والآفات التي تصيب المحصول؟
ينتمي التفاح إلى فصيلة من نباتات العائلة الوردية التي تضم مئات الأنواع من النباتات من رتبة الورديات، وهي إحدى رتب النباتات ثنائية الفلقة، أي التي بذورها تحتوي على فلقتين. إلى جانب التفاح ينتمي إلى هذه الفصيلة أنواع أخرى من النباتات أو الفواكه ومن بينها، الخوخ، المشمش، اللوز والكرز. ويرجع سبب التسمية إلى كون أزهار النباتات شبيهة إلى حد كبير بالورود
أصناف وأنواع التفاح كثيرة ومتنوعة، فمنها ما ينضج في الصيف، ومنها ما ينضج في الخريف، ومنها ما ينضج في الشتاء، لذلك فهو من الفواكه المتوفرة على مدار السنة في الأسواق
تشتهر أشجار التفاح بنجاح زراعتها في المناطق الجبلية والسهلية، بسبب الظروف المناخية الملائمة. فهي تحتاج إلى مناخ معتدل وبارد نسبياً، كونه لا يتحمل الأجواء الجافة، والأجواء الشديدة البرودة، إلا أنه يوجد بعض الأنواع من التفاح تتحمل الأجواء الباردة جداً
زراعة شجرة التفاح
تبدأ زراعة أشجار التفاح في أواخر فصل الشتاء وتحديدا خلال شهر يناير. ويحتاج التفاح إلى تربة نظيفة، وغنية بالمواد العضوية. وعلى المزارع أن يترك مسافة لا تقل عن 3 أمتار بين كل شجرة والأخرى ويتجنب زراعة الأشجار بشكل متقارب، كما يمكنه أن يضيف شيئاً من السماد إلى التربة، وأن يسقي الأشجار بشكل مستمر ومنتظم
تنقسم زراعة التفاح إلى ثلاثة مراحل أساسية
مرحلة تجهيز التّربة : يجب اختيار تربة لا تتعرض للأشعة الشمس بكثرة، فأشجار التفاح إلى مكانٍ مظلٍ، وعند إختيار المكان المناسب بعيداً عن التيارات الهوائية تبدأ مرحلة تجهيز التربة، حيث ينصح بخلط السّماد الطّبيعي حتى تكون تربة جيدة لزراعة بذور التّفاح أو الشّتلات الصّغيرة . ونعلم جيدا أن شجر التّفاح ينمو التفاح في أي نوع تربة و لكن ننتبه إن المحصول و عمر الأشجار سيتأثر بنوع التّربة ولذلك نختار تربة صالحة للزراعة و قابلة لصرف المياه فيها
مرحلة الغرس :بعد تجهيز التربة بالطريقة الصحيحة، تأتي مرحلة بتسميد الأرض و تقليبها و زراعة البذور في حفرة بعمق ثلاثة سنتمتر حتى تكسب أشعة من الشمس . أما إذا كانت الزراعة عن طريق غرسة أو شتلة تفاح بعد حراثة الأرض و تسميد و تجهيزه يتم حفر حفرة مناسبة لحجم الشتلة و يتم وضع الترب على الحفرة ليس بالضغط و لكن بنثر التراب حتى ترتاح الجذور جيداً في التربة . وللتذكير دائما فإن المسافة المثالية بين شجرة و شجرة أخرى يجب أن تكون حوالي أربعة متر في المزراع و في المنازل أيضاً لأن هذه المسافة تعد جيدة حين يتعلق الأمر بالعناية بالشجرة عندما تكبر
مرحلة الرّي : يجب ري الأشجار للحفاظ على رطوبة التربة و عند مرحلة الغرس يتم ريها يومياً مرة واحدة، و عند الدخول في مرحلة تفتح الأزهار يتم ريها بشكل خفيف أي بمعدّل مرتين في الأسبوع تقريبا، وعند تكوّن الثمار يتم ريها بشكل يومي و بعد جني المحصول يغني فترة تساقط الأوراق أي فترة سكون الشجرة يتم ريها بمعدل مرتين في الإسبوع . نذكر إن أشجار التّفاح لا تحبذ الصقيع لذلك يجب العناية جيدا بأشجار التّفاح عند موجات الصقيع
الأمراض التي تهدد أشجار التفاح
حفار ساق التفاح: عبارة عن حشرة تظهر على الشجرة على شكل براز هذه الحشرة ومخلفات حفرها للأفرع وهي شبيهة بنشارة الخشب، وتكمن خطورة هذه الحشرة بكونها تؤدي إلى موت كامل للشجرة في نهاية المطاف. عند تحول الحشرة الضارة من يرقة إلى فراشة حيث يصبح لونها برتقالي مع بعض نقاط سوداء، تبدأ بالحفر داخل الأفرع
دودة ثمار التفاح: تخترق داخل الثمار أو من جانبها ومن ثم تصل للبذور وتقوم بعمل طبقات فلينية على حامل الثمرة مما يؤدي في نهاية الأمر إلى سقوط الثمرة المصابة
المن الأخضر: يظهر على شكل التفاف بالأوراق وبقع متجعدة ذات لون أحمر مصفر على السطح السفلي للورقة وتشارك الشجرة في غذائها. تتسبب هذه الحشرة الخطيرة تؤدي إلى تدهور الإنتاج. ويساهم استخدام مبيد البيريمور في القضاء عليها
المن القطني: هو عبارة عن كرات صغيرة بيضاء متجمعة على أفرع الشجرة قد تسبب أيضا بموت كامل للشجرة وتسبب إفراز مواد دبقة من الشجرة. المن القطني يتغذى على الجذور والساق والفروع ويؤدي إلى تلفها
مرض البياض الدقيقي: من الأمراض الخطيرة التي تصيب أشجار التفاح، ومن مظاهره طبقة بيضاء رقيقة على الثمار والأوراق وتلتف الأوراق حول نفسها مع ظهور احتراقات على الثمار تتسبب في تشوكها
جرب التفاح: يظهر على الثمرة على شكل تخشبات متشققة وتشوه شكلها، فيما تظهر على الفروع على شكل ذبول وعلى الأوراق على شكل بقع
العناكب: تبدأ بتفتح العيون على الشجرة قبل موعدها وجفاف الأوراق مما يتسبب بسقوط وتكون بقع تتدرج من الأخضر حتى البني وتتشوه العيون وتتلف الأزهار فتصبح عاجزة على إعطاء ثمار. هذه البقع على الأوراق تكون مركز لحشرات هي العناكب. ويلاحظ الفلاح أن ملمس الورقة أصبح اسفنجياً وسقوطها بعد ذلك عند الإصابة الشديدة
التصمغ: الفروع وهي ظاهرة مرضية معدية تسببها بكتيريا، تبدأ ندبة محمرة وتكبر، تتعمق وتسري في الفرع تسبب يباس كلي للفرع. وأهم مسببات التصمغ: الجروح، الأضرار الميكانيكية، الإصابات الحشرية، التقصير بخدمة الشجرة، الصقيع ، هرم الشجرة، لفحة الشمس، حيث تجف الشجرة وتتدهور بشكل سريع
الإنتاج العالمي
تعد دولة الصين من أكبر الدول المنتجة للتفاح في العالم، حيث بلغ حجم الإنتاج 37 مليون طن تقريبا سنة 2012 وهو ما يعادل نصف الإنتاج العالمي من التفاح. وتأتي الولايات المتحدة الأمريكية كثاني دولة منتجة بعد الصين حيث بلغ حجم إنتاجها في عام 2012م حوالي: (4,110,046) طناً، ثم تركيا ثالثا، وبولندا رابعا، والهند خامسا. ويبلغ الإنتاج العالمي من التفاح حوالي 60 مليون طن سنويا، وبلغ هذا الإنتاج بالتحديد في عام 2012 (63,454,495) طنا