الجفاف تاريخي في المكسيك و مشروع تلقيح السحب المثير للجدل قيد التنفيذ.
تواجه المكسيك موجة حر قاتلة بشكل خاص مع درجات حرارة قياسية و جفاف غير مسبوق. لمواجهة هذه الآثار المدمرة أطلقت الحكومة المكسيكية المرحلة الأخيرة من مشروع تلقيح السحب في يوليوز، مما أثار القلق بين المجتمع العلمي.
تستند مبادرة الهندسة الجيولوجية هذه التي يطلق عليها إسم « تحفيز المطر » إلى التقنية القديمة لتلقيح السحب و التي تنطوي على تشتيت المواد الكيميائية مثل يوديد الفضة في الغلاف الجوي بإستخدام الطائرات تتفاعل هذه المواد الكيميائية مع الرطوبة في السحب مما يعزز تكوين هطول الأمطار كما تقول صحيفة الغارديان، يشيع إستخدام تلقيح السحب لعدة أسباب مثل دعم الزراعة و إطفاء الحرائق و تسهيل ظروف المطارات و تفريق الضباب.
في المكسيك، يتمثل الهدف الرئيسي لهذا المشروع في مكافحة الآثار المدمرة للجفاف في المناطق الريفية و المساهمة في ملء طبقات المياه الجوفية وتقول الحكومة المكسيكية إن المشروع حقق بالفعل معدل نجاح بنسبة 98٪ في مراحل الإختبار مع تسجيل هطول الأمطار في جميع الرحلات الجوية تقريبا.
يشير مؤيدو المشروع إلى أن تلقيح السحب كان له أيضا آثار مفيدة على الغطاء النباتي في المناطق المتضررة و ساعد في مكافحة حرائق الغابات و مع ذلك فإن المجتمع العلمي لديه العديد من التحفظات حول النتائج الحاسمة لهذه الممارسة، يشكك خبراء السحب في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك (UNAM) في الفوائد الحقيقية للهندسة الجيولوجية بحجة أنه لا توجد أدلة كافية تظهر فعالية تلقيح السحب في المناطق المهمة إقتصاديا و يشيرون إلى أن الآثار خارج المنطقة المستهدفة لا تزال غير مؤكدة.
بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يؤدي تلقيح السحب إلى تأثيرات غير مرغوب فيها وغير متوقعة مثل البرد أو تساقط الثلوج و التي يمكن أن تكون ضارة بالمحاصيل، في الماضي عانت الصين من عواقب سلبية من خلال إغلاق اثني عشر طريقا سريعا حول العاصمة بسبب تساقط الثلوج المفرط الناجم عن تلقيح السحب.
ومن الشواغل الأخرى الآثار الإيكولوجية لهذه الممارسة، بما في ذلك الإخلال بالتوازن الإيكولوجي و نوعية الهواء فضلا عن المخاطر المحتملة على صحة الإنسان و الحيوان من جراء إستخدام المواد الكيميائية مثل يوديد الفضة التي يمكن أن تكون سامة.
بإختصار على الرغم من أن مشروع تلقيح السحب في المكسيك يبدو أنه حقق نتائج إيجابية حتى الآن إلا أن المجتمع العلمي لا يزال حذرا و يثير تساؤلات حول الفوائد الحقيقية لهذه التقنية وعواقبها الضارة المحتملة على البيئة والصحة.