تعتبر المياه موردا حيويا للبشرية و الإنتاج الزراعي، لكنها أصبحت مهددة بشكل متزايد بسبب تغير المناخ و النمو السكاني و التحضر و التلوث، تشكل المياه تحديا كبيرا لمستقبل الناس و الزراعة و يجب علينا إتخاذ إجراءات لحماية هذا المورد الثمين.

إزداد الطلب على المياه العذبة بشكل كبير خلال القرن الماضي بسبب الزيادة في عدد سكان العالم و النمو الإقتصادي، وفقا لمنظمة الأغذية و الزراعة للأمم المتحدة (الفاو) من المتوقع أن يزداد الطلب على المياه العذبة للزراعة بنسبة 19٪ بحلول عام 2050 و يرجع ذلك أساسا إلى النمو السكاني و زيادة إستهلاك المنتجات الغذائية الغنية بالمياه مثل اللحوم.

مع ذلك فإن توافر المياه العذبة محدود و حوالي 2.2 مليار شخص في جميع أنحاء العالم لا يستطيعون الوصول إلى مصادر مياه الشرب الآمنة، كما يؤثر تغير المناخ مثل ذوبان الأنهار الجليدية و زيادة تواتر الظواهر الجوية الصعبة على إمكانية الحصول على المياه، وأكثر المناطق تضررا هي تلك التي تواجه بالفعل نقصا في المياه مثل أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى و الشرق الأوسط و آسيا الوسطى.

كما أن ندرة المياه تهدد الإنتاج الزراعي و تتطلب المحاصيل كمية كافية من المياه لتنمو وتنمو و يمكن أن يؤدي نقص المياه إلى إنخفاض إنتاج الغذاء و تقدر منظمة الأغذية و الزراعة أن ما يقرب من نصف سكان العالم سيعانون من الإجهاد المائي بحلول عام 2025، مما يعني أن الموارد المائية المتاحة لن تكون كافية لتلبية إحتياجات السكان.

تقدر منظمة الأغذية و الزراعة أن ما يقرب من نصف سكان العالم سيعانون من الإجهاد المائي بحلول عام 2025

تلوث المياه هو أيضا مشكلة رئيسية لإنتاج الغذاء و صحة الإنسان، يمكن للمواد الكيميائية و النفايات الصناعية و مياه الصرف الصحي غير المعالجة أن تلوث مصادر المياه العذبة، مما يجعل المياه غير صالحة للإستهلاك البشري و الري الزراعي، وفقا لمنظمة الصحة العالمية (WHO) فإن 2.2 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العالم ناتجة عن سوء جودة المياه كل عام.

لمواجهة هذه التحديات، يجب إتخاذ تدابير لحماية موارد المياه العذبة و يمكن للحكومات إعتماد سياسات للحد من إستهلاك المياه و تحسين إستخدامها، بما في ذلك عن طريق تعزيز الممارسات الزراعية المستدامة، و إنشاء نظم فعالة لإدارة المياه والإستثمار في تكنولوجيات أكثر كفاءة لاستخدام المياه.