المعرض الدولي للفلاحة بمكناس.. متنفس سنوي لا غنى عنه لتسويق منتجات التعاونيات المدعمة من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية
يشكل المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، المنظم هذه السنة من 16 إلى 21 أبريل الجاري، متنفسا سنويا لا غنى عنه لتسويق منتجات التعاونيات والجمعيات القادمة من الجهات ال12 للمملكة، ولاسيما تلك المدعمة من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية
فقد تمكنت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من خلال مرحلتيها الأولى والثانية، والآن في مرحلتها الثالثة، من تغيير معالم الاقتصاد الاجتماعي بمختلف جهات المملكة، عبر دعم الأنشطة المدرة للدخل ومواكبة التعاونيات والجمعيات الفلاحية وفق مقاربة تشاركية تعتمد التشخيص والتخطيط التصاعدي والتتبع والتقييم كآليات لترسيخ الحكامة في تدبير المشاريع المندرجة في إطار هذا الورش المجتمعي الضخم الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس
ويمكن الاطلاع عن كثب على النتائج المذهلة التي حققتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من خلال القيام بجولة بين أروقة قطب المنتجات المحلية، الذي يضم التعاونيات والجمعيات التي استفادت من دعم ومواكبة هذه المبادرة، وهذا القطب يعتبر من الفضاءات الأكثر جاذبية للمعرض الدولي للفلاحة، سواء بالنسبة للمهنيين أو للزوار القادمين من مختلف أنحاء المغرب الساعين للاستفادة من هذا الموعد السنوي في التزود بمنتجات محلية بخيارات متعددة وجودة عالية
وبفضل الدينامية التجارية والرواج الكبير الذي يعرفه قطب المنتجات المحلية، تتمكن مجموعة لا بأس بها من التعاونيات والجمعيات المدعومة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من تحقيق نسبة مهمة في رقم معاملاتها السنوي خلال أيام المعرض، مما يجعل هذا القطب واجهة متميزة للمنتجات المحلية المغربية، وفرصة ثمينة للتعاونيات والجمعيات للتعريف بمنتجاتها وتسويقها على أوسع نطاق
وأجمع عدد من ممثلي هذه التعاونيات والجمعيات التي استفادت من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، على الأهمية البالغة التي تشكلها المبادرة في تعزيز وتطوير إمكانياتهم الإنتاجية والتدبيرية والتسويقية، وكذلك بتمكينهم من المشاركة في التظاهرات التجارية الكبرى، من قبيل المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، والتي تفسح لهم المجال لتسويق منتجاتهم والتعريف بها وكسب قاعدة وفية من الزبناء
وفي هذا الصدد، نوه رئيس التعاونية الفلاحية “إخلاص” لتربية النحل وإنتاج العسل، بإقليم اليوسفية (جهة مراكش-آسفي)، محمد بيوض، بالدور الحيوي التي اضطلعت به المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مساعدته على إرساء وحدة لإنتاج العسل، موضحا أن هذا الدعم مكن التعاونية من رفع إنتاجيتها ومردوديتها، وإرساء آليات إنتاج العسل تتوافق مع مواصفات وشروط الجودة المعمول بها وطنيا ودوليا
وأبرز السيد بيوض أن دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مكن التعاونية من تمثيل المملكة في مجموعة من المعارض الوطنية والدولية، لاسيما في معرض أبوظبي للتغذية 2018، إلى جانب الحصول على عدة جوائز مرموقة
وأكد أن مشاركته الدؤوبة في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس تشكل مناسبة سانحة لتسويق منتجاته، مشيدا بجهود المنظمين في توفير كل الشروط الضرورية لتمكين التعاونية من المشاركة في ظروف جيدة
من جهته، أشار مسير تعاونية “تازدويت” لإنتاج العسل من جماعة سيدي عبد الله البوشواري (إقليم شتوكة آيت باها)، جامع بوهاد، إلى أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وفرت لتعاونيته كل التجهيزات اللازمة لإنتاج العسل، موضحا أن هذا الدعم مكن التعاونية من تنويع إنتاجها في مادة العسل، ليشمل مجموعة من الأصناف المعروفة والمطلوبة في السوق الوطنية والدولية
وأشاد السيد بوهاد بالمواكبة المستمرة التي تقدمها المبادرة الوطنية، إلى جانب مكتب الاستشارة الفلاحية، لاسيما في تسهيل مشاركة تعاونيته وتعاونيات إقليم شتوكة آيت باها في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، معتبرا هذا الموعد السنوي مناسبة ثمينة لا محيد عنها لتسويق منتجات التعاونية، نظرا للعدد الكبير للزوار الوافدين
من جانبها، أعربت مسيرة تعاونية “كسكس الميمة” المتخصصة في صناعة الكسكس التقليدي من مدينة أبي الجعد (إقليم بني ملال-خنيفرة)، الطاهرة الشرقاوي، عن امتنانها للمساعدة القيمة التي قدمتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتعاونيتها، خاصة عند تأسيسها، حيث وفرت لها الدعم المادي اللازم لاقتناء كل معدات إنتاج الكسكس ومواد التغليف وتجهيزات التخزين
وأشارت السيدة الشرقاوي إلى أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سهرت على مواكبة التعاونية بعد تأسيسها، حتى مكنتها من الارتقاء بمستواها ورفع إنتاجيتها وقدراتها التسويقية
وبخصوص مشاركتها في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، أكدت أن التعاونية استطاعت الظفر بسمعة طيبة بين زوار المعرض، مضيفة أن رواق تعاونيتها يشهد إقبالا هاما، مما يمكنها من تسويق منتجاتها بشكل أكبر وكسب زبناء جدد
ويشكل المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب موعدا سنويا هاما للتعريف بالمنجزات التي حققها المغرب في القطاع الفلاحي، وأيضا فرصة للاطلاع على التطور الذي تسجله التعاونيات سنة تلو أخرى بعد إطلاقها من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فضلا عن كونه مناسبة لتنظيم اللقاءات بين مهنيي القطاع لمناقشة مستجداته ورهاناته