الفاو تطلق حملة لمكافحة سلالة جديدة من فطر الذبول الفطري الذي يهدد إنتاج الموز
يهدد فطر الذبول الفطري بتدمير الإنتاج العالمي من الموز، مما قد يتسبب في خسائر تجارية كبيرة ويضر بشدة سبل معيشة 400 مليون شخص يعتمدون على الموز، الفاكهة الأكثر تداولاً تجارياً في العالم، كغذاء رئيسي أو كمصدر للدخل
وأطلقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وشركاؤها منظمة التنوع البيولوجي الدولية، والمعهد الدولي للزراعة الاستوائية، والمنتدى العالمي للموز، يوم الجمعة برنامجاً عالمياً يتطلب 98 مليون دولار لاحتواء وإدارة سلالة جديدة من » الذبول الفطري » التي تصيب الموز. والذبول الفطري هو مرض خبيث يمكنه المكوث لسنوات في التربة والانتقال إلى حقول ووجهات جديدة بعدة وسائل مثل مواد الزراعة والماء والأحذية وأدوات المزارع الملوثة
وقال هانز دريار، مدير قسم انتاج وحماية النبات في الفاو: « هذا تهديد كبير لإنتاج الموز في عدد من مناطق العالم. علينا التحرك بسرعة لمنع انتشاره بشكل أكبر من مواقعه الحالية ودعم الدول المتضررة في جهودها لمواجهة المرض. ولا يمكن تعزيز صمود نظام انتاج الموز على المدى البعيد إلاّ بعمليات الرقابة المتواصلة واستراتيجيات الاحتواء القوية وتعزيز القدرات الوطنية وتقوية التعاون الدولي لوضع منهج متكامل لإدارة المرض
ويستهدف البرنامج العالمي في البداية 67 بلداً في محاولة لمنع انتشار المرض والتحكم به. وبدون تدخل منسق، يقدر العلماء أن المرض قد يؤثر على ما يصل إلى 1.6 مليون هكتار من أراضي الموز الحالية بحلول العام 2040، أي ما يمثل سدس الإنتاج العالمي الحالي، بقيمة سنوية تقدر بعشرة مليارات دولار أمريكي. ويهدف البرنامج إلى تقليص المنطقة المحتمل تضررها بنسبة 60 في المئة
وقالت آن توتوايلر، المدير العام لمنظمة التنوع البيولوجي الدولية متحدثة باسمها وبالنيابة عن المعهد الدولي للزراعة الاستوائية: « هناك أيضاً فجوة معرفية مهمة بخصوص بيولوجية وإدارة الفطر، ونحن نعتزم معالجة هذا الأمر من خلال هذه المبادرة التعاونية، وكذلك الترويج لإدخال المزيد من التنوع البيولوجي والممارسات الاقتصادية الأفضل في أنظمة انتاج الموز
من جهته قال باسكال ليو، منسق المنتدى العالمي للموز، إن المرض يشكل أيضاً مصدر قلق لقطاع إنتاج الموز وللتجارة في هذه الفاكهة الرائجة
وتم تصميم البرنامج بحيث يبني على المبادرات القائمة الهادفة لمواجهة المرض، ويركز على تقوية القدرات الفنية المحلية ودعم تطوير تقنيات وأدوات قائمة على العلوم من خلال الأبحاث في مجالات علم الأحياء وعلم الأوبئة الخاصة بالفطر واكتشافه ومراقبته وإجراءات الاحتواء السريعة، وصحة التربة وتطوير أصناف مقاومة للمرض
وبالنسبة للمناطق التي لا يتواجد فيها المرض أو يظهر فيها لأول مرة، سيتم اتخاذ إجراءات للتفتيش والاستطلاع والاستجابة السريعة. أما في المناطق التي يتواجد فيها، فسيتم تطوير وسائل محسّنة ومتكاملة لإدارة المرض إضافة إلى استكشاف وتطوير أصناف موز مقاومة له. وإذا ما تم نشر البرنامج بشكل فعّال، فيقدّر بأن كل دولار يتم استثماره في البرنامج اليوم سيؤدي إلى فوائد بقيمة ما بين 98 و196 دولار خلال عشرين عامًا