احتضنت الغرفة الفلاحية بمدينة العرائش في يونيو الماضي جمعا عاما تأسيسيا للاتحاد المغربي للمنتجين البيولوجيين، بحضور تمثيليات وازنة للجمعيات الجهوية العاملة في مجال للفلاحة البيولوجية. وهو الجمع الذي تمت خلاله التصويت بالإجماع على انتخاب رضا الطاهري، رئيسا للاتحاد. نصف سنة بعد التأسيس الجريدة تواصلت مع الطاهري وكان لها معه الحوار الآتي:
س: أستاذ الطاهري بعد مرور 6 أشهر على تأسيس الاتحاد المغربي للمتتجين البيولوجيين أين وصل عمل الإتحاد؟
رضا الطاهري: بداية فمنذ سنة 2021 وبمساعدة المديريات الجهوية للفلاحة مشكورة تم تأسيس عدد من الجمعيات الجهوية الخاصة بالمنتجين البيولوجيين بثماني جهات بالمملكة. ومنذ تأسيس هذه الجمعيات لاحظنا كمهنيين أن ظررف عملنا تختلف، فنحن نمارس زراعات مختلفة وظروفنا البيئية كذلك مختلفة، إكراهاتنا أيضا، لكن هدفنا واحد وهو النهوض وإنجاح الزراعة البيولوجية، وبالتالي كان توجهنا هو التنظيم والتكتل والاجتماع وتأسيس الإتحاد والذي اعتبرناه جميعا كضرورة منطقية، بغرض إيجاد محاوِر ومخاطَب واحد للوزارة الوصية باسم المنتجين البيولوجيين. فالتنظيم المهني هو من الركائز والأهداف الأولى للإتحاد، وذلك لوضع استراتيجية وطنية بمُنطَلَق جهوي لهذا القطاع المهم والحيوي. فتأسيس الإتحاد المغربي للمنتجين البيولوجيين كان ضروريا للدفع بتنظيمية هذا الصنف من المنتجين، لكن إنطلاقا من تمثيلية قوية وفاعلة للجمعيات الجهوية التي ستعمل على تشخيص مشاكلها المحلية ووضع استراتيجيتها الجهوية والتي يختارها ويقررها الفَلاَّحَة في اطار تنظيماتهم المحلية، ودورنا كاتحاد هو تجميع هاته الاستراتيجيات الجهوية في إطار استراتيجية وطنية، وهنا أوكد لجميع الجمعيات الخاصة بالفلاحة البيولوجية أن أبواب الاتحاد مفتوحة في وجهها للدعم والتأطير وأيضا الإنخراط في هذه الحركية.
س: الفلاحة البيولوجية تعاني من مجموعة من الإكراهات، هل يمكنكم توضيح بعضها؟ وهل من دور فعلي لوزارة الفلاحة في دعمكم لمواجهة هذه الاكراهات؟
رضا الطاهري: صحيح الإكراهات متعددة، ومنها: تكلفة الزراعة البيولوجية والتي تبقى جد مرتفعة مقارنة بالزراعة العادية والمرتبطة بتكلفة الشواهد الخاصة بهذه الزراعة، وأيضا تكلفة المواد الأولية وندرتها في السوق كالبذور البيولوجية مثلا، ومن الإكراهات ضعف التأطير وخصوصا التأطير التقني رغم محاولاتنا كاتحاد وكجمعيات في هذا الباب الا أننا في حاجة ماسة لتأطير أكاديمي علمي من طرف المعهد الوطني للبحث الزراعي والجامعات وكذا المدارس العليا المتخصصة.. ومن الإكراهات كذلك نقص المنتوج فالفلاح المتحول من الزراعة العادية للزراعة البيولوجية يسجل نقصا مهما في انتاجه وبالتالي لابد من دعم الدولة له في هذه المرحلة.. وأيضا هناك مشكل التثمين فعلى الصعيد الوطني سوق المواد الفلاحية الطبيعية صغير جدا ورقم معاملاته ييقى جد محدود وهذا مرتبط بانخفاض الأثمنة بالعديد من الجهات.. وعموما فالإكراهات متعددة ونحن واعون بها، كما أننا نعتبر أنفسنا في بداية الطريق وسنعمل جاهدين لمواجهتها بدعم طبعا وتعاون مع الوزارة الوصية.
س: المستهلك المغربي يشتكي من غلاء المنتوجات الفلاحية البيولوجية، هل من توضيح بهذا الشأن؟
رضا الطاهري: حقيقة هناك غلاء ولكنه نسبي، فالمستهلك المغربي ومن خلال تواصلنا وتعاملاتنا معه مستعد لأداء أسعار المنتجات البيولوجي لكن بشرط الجودة، خصوصا وأن الأمر مرتبط بصحة هذا المستهلك، وهاته الزيادات التي تحدثنا عنها بطبيعة الحال يجب أن تكون في حدود المعقول، وهنا لا بد من التنبيه إلى أن كثرة الوسطاء أحيانا هو ما يرفع الأسعار بشكل كبير، ونحن من جهتنا نحاول الحد من عدد الوسطاء بين المنتج البيولوجي والمستهلك.. فالفلاحة « البيو » تعتمد تقنيات تسويق خاصة، وفي الكثير من الأحيان الفلاح يبيع المنتوج مباشرة للمستهلك ويالتالي فرق السعر عن المنتوج العادي يكون محدودا وهو مرتبط بالأساس بارتفاع تكلفة الإنتاج التي أشرت لها سلفا.
س: هناك تطلعات كبرى لمساهمة الفلاحة البيولوجية في الرفع من كمية المنتوجات الفلاحية المغربية الموجهة للتصدير وأيضا لتثمينها.. توضيحاتكم بهذا الشأن؟
رضا الطاهري: صحيح وكما أشرتم هناك طلب كبير على الصعيد العالمي على هذه المنتوجات وهو طلب متزايد خصوصا بعد جائحة كوفيد 19، والمغرب يجب أن ينال نصيبه في هذه السوق، فالوضع الحالي لا يعكس لا حقيقة ولا حجم هذه الفلاحة بالمغرب. صحيح المغرب مزود أساسي لأوروبا بالعديد من المنتجات الفلاحية العادية، ويمكن أن يتحول للاتحاد المغربي للمنتجين البيولوجيينلمزود لها بالمواد الطبيعية (خضروات، تمور، زيوت غذائية…) والتي يمكن أن تشكل موردا هاما للعملة الصعبة ببلادنا مستقبلا… فمحدودية تصدير المغرب حاليا في هذا النوع من المنتجات مرتبط أساسا بمحدودية إنتاجه، ولذا لابد من العمل مستقبلا عل رفع هذا الإنتاج وذلك بالرفع من المساحات البيولوجية المصادق عليها كخطوة أولى…
س: مطالبكم كمنتجين فلاحيين بيولوجيين لوزارة الفلاحة وللحكومة عموما.
رضا الطاهري: قبل الحديث عن مطالبنا لابد من التأكيد على أن الزراعة البيولوجية تتطلب تقنيات إيكولوجية تحافظ على البيئة من خلال التقليص من استهلاك المياه، إحياء التربة وهي تقنيات لها آثار إيجابية على بيئتنا.. وبالتالي فالتعاون مع وزارة الفلاحة يدا في يد لوضع استراتيجيات ناجحة يتم بناؤها جهويا بالإرادة ومساهمة الفلاحين المحليين وهذا أول شروط النجاح، فالتعاون مطلوب لإنجاح هذا النمط الفلاحي.. فمن جهتنا نحن مستعدون للتنسيق والتعاون مع كل الفاعلين وفي مقدمتهم وزارة الفلاحة، وبللمقابل الوزارة الوصية مطالبة بالجلوس مع الفاعلين الميدانيين الحقيقيين ومن ضمنهم الإتحاد المغربي للمنتجين البيولوجيين لبناء استراتيجياتها، وفتح حوار تشاركي ومسؤول معهم فكلنا يعلم موقع هذه السلسلة الإنتاجية ومدى أهميتها، وبالتالي إنجاحها يتطلب تداولا وتفاهما وتشاركا للوصول للأهداف المرسومة.
المصدر: أخبارنا