أعطت الأمطار الأخيرة دفعة لمعنويات القطاع الفلاحي.
خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين وفقًا لفرع الأرصاد الجوية تم تسجيل أكثر من 100 ملم من الأمطار في بعض المناطق، بعد فترة صعبة إتسمت بالتضخم و يأمل العالم الفلاحي في موسم جيد شريطة أن تكون الأمطار منتظمة في الوقت المناسب و موزعة بشكل جيد في مختلف الأحواض الفلاحية في البلاد و من المتوقع أن يستمر هطول الأمطار و يمكن أن يصل إلى مستويات من شأنها أن تحافظ على محصول العام الحالي.
بلغت خزانات المياه في المملكة إلى 24٪ من طاقتها الاستيعابية على الرغم من أنه من المتوقع أن ترتفع بسبب هطول الأمطار المتوقع و الذي سيستمر على مدار الأسبوع، سيكون تأثير هذه الأمطار بشكل أساسي على محاصيل الحبوب وفقًا لمحمد بناتا المهندس الفلاحي و دكتور الجغرافيا و رئيس Espace de Solidarité et de Coopération de l’Oriental (ESCO)، كانت الحبوب هي المحصول الذي كان على وشك الضياع و قال إن الوقت الحالي هو الوقت المثالي لتجهيز التربة و البذور و الحصاد.
لم يفت الأوان بعد على هذه الأمطار صحيح أن القطرات الأولى كان يجب أن تصل بشكل مثالي في منتصف نوفمبر لكن لم يفقد شيء بعد » كما يقول المهندس الزراعي عبد المومن جنوني تكاليف الفلاحة مرتفعة بشكل خاص هذا العام نظرًا للسياق الوطني و الدولي الذي يتميز بتضخم شبه عام يؤثر على العديد من المنتجات بما في ذلك المضافات الفلاحية و البذور في الأسوق بسبب فترات متتالية من الجفاف « ، كما يقول المهندس الزراعي وفقًا لتعليقات أتالايار Atalayar .
وفقًا لعبد المؤمن جنوني لن يكون لهذا تأثير حقيقي على غلة محاصيل الحبوب و تستخدم الأسمدة بتدرج و تطلق تدريجياً مغذياتها في التربة، فالأسمدة القاعية التي تحتوي على نسبة منخفضة من النيتروجين و غنية بالفوسفور و البوتاسيوم و العناصر الأخرى تعوض عند إستنفاد التربة و تهيئ التربة للمحاصيل المستقبلية، سيعوض المزارعون أسمدة السطح بالروث على سطح المحاصيل الراسخة على عكس السماد الخلفي الذي يتم دمجه في التربة عند زراعة الحبوب « .
يقول الجنوني: «الإخصاب بالنيتروجين هو الإخصاب الوحيد الذي يمكن إستخدامه كمحصول غطاء لأن جميع الفوسفور و البوتاس يتم وضعهما عادة في القاع قبل الزراعة» بالنسبة لسعيد لحرش يعتمد المحصول الجيد من محاصيل الحبوب قبل كل شيء على هطول الأمطار، و هو أمر منتظم في الزمان و المكان، بالإضافة إلى محاصيل الحبوب سيكون للأمطار الحالية تأثير إيجابي على المحاصيل ذات الإستهلاك الواسع مثل الطماطم و البطاطس و أيضًا، كما يقول الجنوني ستستفيد كذلك زراعة الأشجار بالتأكيد ليس في هذا الموسم لكن في الموسم المقبل.
في هذا الصدد أعرب بن عطا عن أسفه لعدم وجود بيانات عن المياه الجوفية في المغرب و يجب على وزارة التجهيز تزويدنا بهذه البيانات لأنها تكشف حالة السدود، و لأن المياه الجوفية تمثل الإحتياطيات الإستراتيجية للبلاد و التي تستخدم في الجفاف على وجه التحديد عندما يكون هناك المزيد من المياه على السطح و خاصة مياه الشرب » هكذا يعود المهندس الزراعي إلى تأكيد وزيرالمياه و الغابات نزار بركة الذي أشار أمام مجلس المستشارين في يوليو/تموز إلى أن 91 % من الآبار المحفورة على المستوى الوطني سرية.
بعبارة أخرى، يمكن لأي شخص لديه المال حفر بئر و البدء في ضخ المياه في حالة إذا كان لدينا عام آخر من الجفاف وهو ما لا نريده، فلن نجد الماء الصالح للشرب لقد إستنفدت الفلاحة من منسوب المياه الجوفية لدينا، لكن البيانات المتعلقة بحالة منسوب المياه الجوفية لدينا لا يتم تحديثها بالنسبة للسدود » الآن سيتعين علينا مراجعة سياساتنا فيي إدارة مواردنا المائية نحن بحاجة إلى التحكم في حفر و مراقبة كل بئر بإستخدام مقاييس للسيطرة على مياهنا الجوفية حتى تكون لدينا فكرة و لا نقع في أزمة عندما نحتاج إلى حتياطياتنا الإستراتيجية « .
للتذكير، وفقًا للمديرية العامة للأرصاد الجوية من المقرر هطول أمطار غزيرة وأحيانًا عاصفية (20-80 ملم) في بداية الأسبوع في عدة محافظات بالمملكة وسيؤدي هطول الأمطار التي تتراوح من 20 إلى 35 ملم إلى إنذار في مدن الجديدة وآسفي والصويرة، في الشمال ستؤثر الأمطار أيضًا على مدن شفشاون و العرائش و وزان و سيدي قاسم و كذلك الفحص أنجرة و طنجة أصيلة و تاونات و تطوان و القنيطرة.
المصدر: أتالايار Atalayar