تتميز منطقة أزيلال أكثر فأكثر بزراعتها المتميزة للزعفران، إذ تشير أحدث البيانات الصادرة عن المديرية الجهوية للفلاحة ببني ملال-خنيفرة إلى أن محصول الزعفران قد حطم رقما قياسيا جديدا سنة 2023 بإنتاج قدره 1,7 طن.
يحتل الزعفران، أغلى توابل العالم، مساحة إجمالية قدرها 350 هكتارا، منها 60 هكتارا مخصصة للزراعة العضوية لهذا المنتج. وتشهد هذه الظاهرة الفلاحية نموا ملحوظا، حيث يشارك فيها 1400 فلاح من 14 جماعة، مع التركيز بشكل خاص على جماعة آيت بولي.
حسب المديرية الجهوية للفلاحة، فإن مزارع الزعفران تمتد على ارتفاع يتراوح بين 900 و1800 متر فوق مستوى سطح البحر، وهي خاصية تساهم بلا شك في الجودة الاستثنائية لهذا المنتج في المنطقة. من جهة أخرى، ومنذ إطلاق المرحلة الثانية من اتفاقية الشراكة سنة 2019 والمخصصة لتطوير زراعة الزعفران بأزيلال، استفاد حوالي 3000 فلاح من عملية توزيع أبصال الزعفران. يكمن الهدف الرئيسي لهذه المبادرة في تعزيز هذا المحصول المرن في مواجهة المناخ المحلي مع تحسين الدخل والمستوى المعيشي المزارعين.
للتذكير، يعود فضل أساسي في قصة النجاح هذه إلى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. كجزء من برنامجها الهادف إلى تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، تم إنشاء.بيت الزعفران « La maison du Safran » وهو هيكل مهم يلعب دورا لا يستهان به في تسويق منتجات الزعفران المنتجة من طرف 30 جمعية تعاونية منتشرة في 14 منطقة قروية بأزيلال. ويعد الهدف الرئيسي لهذه المبادرة واضحا: تشجيع تسويق المنتجات المحلية خاصة تلك المنتجة من طرف العنصر النسوي في المناطق الجبلية.
لا تقتصر زراعة الزعفران في أزيلال على النجاح الزراعي فحسب، بل هي أيضًا جزء من ديناميكية اجتماعية واقتصادية إيجابية. بالفعل، فإن التعاونيات تشارك بنشاط في تحسين دخل الأسر الريفية، مما يسلط الضوء على الدور الحاسم الذي يلعبه الزعفران في التنمية المستدامة للمنطقة.
تبرز أزيلال اليوم كمساهم رئيسي في إنتاج الزعفران في المغرب، مما يدل على نجاح الثقافة التي تجمع بين التقليد والابتكار والاستدامة. بفضل المزارعين المحليين، المبادرات المدروسة والشراكات الناجحة، تبشر زراعة الزعفران بأزيلال بمستقبل مزدهر للإقليم وسكانه.